وأما الحكايات والروايات والأحاديث التي تفيد وتصرح بحياة الخضر ووجوده ورؤيته أحيانا وظهوره على بعض الخواص ممن يدعي الكرامة والولاية فهي كلها باطلة غير صحيحة وقد ردها أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي في كتابه " الموضوعات ص ١٩٣ - ١٩٩ ج ١" وقدح برواتها غيره من أئمة الجرح والتعديل كالحافظ أبي الحسين بن المنادي وأحمد بن حنبل وابن معين وغيرهم من المختصين وذلك ببطلان متونها وجهالة بعض أسانيدها وتجريح رواتها؛ كالرملي والسري بن يحيى والقاسم العمري وعبد الله بن المحرز والحسن بن زريق وأبي داود الأعمى وأبو جعفر العقيلي وأبي عبد الرحمن السلمي وغيرهم ممن لا تقوم بروايته حجة في الدين. وهؤلاء منهم الكذاب أو متهم بالكذب أو مجهول الحال أو به علة قادحة ترد بها روايته كما أشار إلى ذلك ابن كثير في البداية والنهاية بعد أن ساق الروايات التي تدل على وجود الخضر وحياته " من ص ٣٣١ - ٣٣٤ ج ١" فبين رحمه الله عللها وأثبت بطلانها وعدم صحتها.
وقد ألف في وفاة الخضر الحافظ أبو الحسين بن المنادي المتوفى سنة ٣٣٦ هـ. وبالمقابل فقد ألف في حياة الخضر " عبد المغيث بن زهير الحربي الحنبلي " المعاصر لابن الجوزي والمتوفى قبله سنة ٥٨٣ هـ. وألف ابن الجوزي كتابه (عجالة المنتظر في شرح حال الخضر) في نقض كتاب عبد المغيث بن زهير. وكانت وفاة ابن الجوزي سنة ٥٩٦ هـ.
وكذلك ألف شيخ الإسلام ابن تيمية جزءا في وفاة الخضر كما ذكر ذلك تلميذه ابن القيم في رسالته " أسماء مؤلفات ابن تيمية " ص ٢٢. وكذلك ألف الشيخ علي القاري جزءا في المسألة سماه كشف الخدر عن أمر الخضر وهو مطبوع في روسيا في قازان قديما (١).
(١) هامش المنار المنيف بتحقيق الأستاذ عبد الفتاح أبو غده.