قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: هو سلمان ابن الإسلام، أبو عبد الله الفارسي سابق الفرس إلى الإسلام، صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وخدمه وحدث عنه.
وروى عنه ابن عباس، وأنس بن مالك، وأبو الطفيل، وأبو عثمان النهدي، وشرحبيل بن السمط، وأبو قرة سلمة بن معاوية الكندي، وعبد الرحمن بن يزيد النخعي، وأبو عمر زاذان، وأبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي، وقرثع الضبي الكوفيون.
له في مسند بقي ستون حديثا، وأخرج له البخاري أربعة أحاديث، ومسلم ثلاثة أحاديث.
وكان لبيبا حازما، من عقلاء الرجال وعبادهم ونبلائهم.
قال يحيى بن حمزة القاضي: عن عروة بن رويم، عن القاسم أبي عبد الرحمن حدثه، قال: زارنا سلمان الفارسي فصلى الإمام الظهر، ثم خرج وخرج الناس يتلقونه كما يتلقى الخليفة، فلقيناه وقد صلى بأصحابه العصر، وهو يمشي، فوقفنا نسلم عليه، فلم يبق فينا شريف إلا عرض عليه أن ينزل به، فقال: جعلت على نفسي مرتي هذه أن أنزل على بشير بن سعد.
فلما قدم، سأل عن أبي الدرداء، فقالوا: هو مرابط، فقال: أين مرابطكم؟ قالوا: بيروت. فتوجه قبله، قال: فقال سلمان: يا أهل بيروت، ألا أحدثكم حديثا يذهب الله به عنكم عرض الرباط؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: رباط يوم وليلة كصيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطا أجير من فتنة القبر، وجرى له صالح عمله إلى يوم القيامة.
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق، أنبأنا عبد القوي بن عبد العزيز الأغلبي، أنبأنا عبد الله بن رفاعة، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو محمد بن الورد، أنبأنا أبو سعيد بن عبد الرحيم، أنبأنا عبد الملك بن هشام، حدثنا زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق (ح).