يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة، ويقال الحجر الأسعد أيضا. على ارتفاع متر وخمسين سنتيمترا من أرض المطاف، وهو حجر صقيل بيضي الشكل، ولونه أسود ضارب إلى الحمرة، وفيه نقط حمراء وتعاريج صفراء، قطره نحو ٣٠سم، يحيط به إطار من الفضّة عرضه ١٠سم.
وقد كان الناس قبل الإسلام يلمسون الحجر الأسود للتبرّك به، فلما جاء الإسلام، صار المسلمون يقبّلون الحجر الأسود، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:"والله إني أعلم أنّك حجر لا يضر ولا ينفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبّلتك".
ويذكر الأزرقي أن عبد الله بن الزّبير رضي الله عنه ربط الركن الأسود بالفضّة، وكان أول من فعل ذلك، لمّا أصابه الحريق.
وفي العصر العباسي، عمد هارون الرشيد إلى الرّكن الأسود، فأجرى له ترميما، إذ أمر بالحجارة التي بينها الحجر الأسود أن تنقب بالماس، فنقبت بالماس من فوقها ومن تحتها، ثم أفرغ فيها الفضة.
قال صاحب معجم البلدان: ولم يزل هذا الحجر في الجاهلية والإسلام محترما معظما مكرما، يتبركون به ويقبلونه، إلى أن دخل القرامطة لعنهم الله في سنة ٣١٧ إلى مكة عنوة، فنهبوها وقتلوا الحجاج، وسلبوا البيت، وقلعوا الحجر الأسود، وحملوه معهم إلى بلادهم بالأحساء من أرض البحرين، وبذل لهم بجكم التركي الذي استولى على بغداد في أيام الراضي بالله ألوف دنانير على أن يردوه، فلم يفعلوا، حتى توسط الشريف أبو علي عمر بن يحيى العلوي بين الخليفة المطيع لله في سنة ٣٣٩ وبينهم، حتى أجابوا إلى رده، وجاءوا به إلى الكوفة، وعلقوه على الأسطوانة السابعة من أساطين الجامع، ثم حملوه وردوه إلى موضعه، واحتجوا وقالوا: أخذناه بأمر، ورددناه بأمر، فكانت مدة غيبته اثنتين وعشرين سنة.