للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المراحل التي مرت بها دعوة الشيخ محمد رحمه الله:

بدأ الشيخ دعوته في بلدة حريملاء لوجود والده فيها، ولكن لما كانت الظروف غير مواتية ترك هذه البلدة بحثا عن غيرها فاتجه إلى العيينة واتصل بأميرها عثمان بن معمر فساعده في أول الأمر واجتمع حوله طلبة وبدأ بتنفيذ الأحكام الشرعية فهدم بعض القباب الشركية ورجم في الزنا.

ثم إن ابن المعمر تخلى عنه خوفا من تهديد بعض الرؤساء، فترك الشيخ العيينة وبحث عن غيرها فاتجه إلى الدرعية واتصل بأميرها محمد بن سعود وعرض عليه دعوته فقبلها وبايعه على مناصرته وصدق في ذلك.

وهناك استقر الشيخ -رحمه الله- وانعقدت حوله حلق الدروس ووفد إليه الطلاب من مختلف الجهات. وتكونت في هذه البلدة ولاية إسلامية أميرها الإمام محمد بن سعود وموجهها / الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وامتدت الدعوة إلى البلاد المجاورة ونشأ الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة التوحيد وقمع الشرك. وما هي إلا فترة وجيزة حتى انتشرت الدعوة وتوحدت جميع البلدان النجدية تحت رايتها. وامتدت فيما بعد ذلك إلى الحجاز وعسير وشمال الجزيرة، وكان ذلك بفضل الله وحده ثم مؤازرة آل سعود لهذه الدعوة المباركة، وصدق الله وعده {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (١) {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (٢) {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} (٣)


(١) سورة محمد الآية ٧
(٢) سورة الصافات الآية ١٧٣
(٣) سورة الحج الآية ٤٠