مرجع هذا المطلب والمطلب الذي يليه قول الله عز وجل:{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}(١) فإن الله علق الأمن والاهتداء بالتوحيد الذي لم يختلط بالشرك الناقض لأصله أو المعاصي الناقصة لكماله، فمن كان منه الأول وهو الشرك الناقض لأصل التوحيد فلا أمن له ولا اهتداء، ومن سلم توحيده من الشرك فله أصل الأمن والاهتداء ثم يكملان له ما كمل توحيده وينقص منهما ما ينقص من توحيده، والأمن والاهتداء لفظان عامان تندرج فيهما معان عدة:
فمراد بهما الأمن في الدنيا وفي الآخرة والاهتداء في الدنيا وفي