للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتوى رقم ٨٢١٧

س: سمعت بعض الكلمات التي يرددها بعض الناس فأريد أن أعرف ما هو موقف الإسلام من هذه الكلمات على سبيل المثال عندما يتوفى شخص معين يقول بعض الناس: (المرحوم فلان) وإذا كان ذا منصب كبير قالوا: (المغفور له فلان)، فهل هم اطلعوا على اللوح المحفوظ وعرفوا أن فلانا مغفور له وفلانا مرحوم؛ لذا كان من الواجب علي التساؤل حول هذه النقطة، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} (١) أفتوني.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. وبعد:

جـ: ثبوت مغفرة الله لشخص أو رحمته سبحانه إياه بعد موته من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله تعالى، ثم من أعلمه الله بذلك من ملائكته ورسله وأنبيائه، فإخبار شخص غير هؤلاء عن ميت بأن الله قد غفر له أو رحمه لا يجوز إلا من ورد فيه نص عن المعصوم صلى الله عليه وسلم وبدون ذلك يكون رجما بالغيب، وقد قال الله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (٢)، وقال: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} (٣) {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} (٤)، ولكن يرجى للمسلم المغفرة والرحمة ودخول الجنة فضلا من الله ورحمة ويدعى له بالمغفرة والرحمة بدلا من الإخبار عنه بأنه مرحوم مغفور له، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٥)


(١) سورة آل عمران الآية ١٨٧
(٢) سورة النمل الآية ٦٥
(٣) سورة الجن الآية ٢٦
(٤) سورة الجن الآية ٢٧
(٥) سورة النساء الآية ٤٨