للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثالث: حقيقة الصدق

قال ابن القيم في حقيقة الصدق: [وهي منزلة القوم الأعظم، الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين، والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين، وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكا الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه، الذي ما وضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلاً إلا أرْدَاه وصرعه، مَن صال به، لم ترد صولته، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته فهو روح الأعمال، ومحك الأحوال، والحامل على اقتحام الأهوال، والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال، وهو أساس بناء الدين وعمود فسطاط اليقين، ودرجته تالية لدرجة النبوة، التي هي أرفع درجات العالمين] (١) (٢) وحقيقة الصدق في أعمال العباد مبناها على الإخلاص، الذي يحصل به استواء السريرة والعلانية، والظاهر والباطن (٣) وقد أخبر تعالى عن أهل البِر وأثنى عليهم بأحسن أعمالهم من الإيمان والإسلام والصدقة والصبر بأنهم أهل الصدق فقال:


(١) مدارج السالكين ٢/ ٢٠٦.
(٢) مدارج السالكين ٢/ ٢٠٦. ') ">
(٣) انظر المغني عن حمل الأسفار في الأسفار ٥/ ٨٦، والصدق والصادقون في القرآن العظيم والسنة النبوية (٣٧).