ابن محمد بن قطن، قاضي القضاة، الفقيه العلامة، أبو محمد، التميمي المروزي، ثم البغدادي. ولد في خلافة المهدي.
وسمع من: عبد العزيز بن أبي حازم، وابن المبارك، وعبد العزيز الدراوردي، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، والفضل السيناني، وعبد الله بن إدريس، وعدة. وله رحلة ومعرفة.
حدث عنه: الترمذي:، وأبو حاتم، والبخاري خارج " صحيحه "، وإسماعيل القاضي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وأبو العباس السراج، وعبد الله بن محمود المروزي، وآخرون. وكان من أئمة الاجتهاد، وله تصانيف، منها كتاب " التنبيه ".
قال الحاكم: من نظر في " التنبيه " له، عرف تقدمه في العلوم.
؛ وقال طلحة الشاهد كان واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن العارضة، قائما بكل معضلة. غلب على المأمون، حتى لم يتقدمه عنده أحد مع براعة المأمون في العلم. وكانت الوزراء لا تبرم شيئا حتى تراجع يحيى.
قال الخطيب: ولاه المأمون قضاء بغداد، وهو من ولد أكثم بن صيفي.
قال عبد الله بن أحمد: سمع من ابن المبارك صغيرا فصنع أبوه طعاما، ودعا الناس، وقال: اشهدوا أن ابني سمع من عبد الله.
قال أبو داود السنجي سمعت يحيى يقول: كنت عند سفيان، فقال: بليت بمجالستكم بعدما كنت أجالس من جالس الصحابة، فمن أعظم مني مصيبة؟ قلت: يا أبا محمد، الذين بقوا حتى جالسوك بعد الصحابة، أعظم منك مصيبة.
وروى أحمد بن أبي الحواري، عن يحيى، عن سفيان، قال: لو لم يكن من بليتي إلا أني حين كبرت صار جلسائي الصبيان، بعدما كنت أجالس من جالس الصحابة. قلت: أعظم منك مصيبة من جالسك في صغرك بعدما جالس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال: فسكت.
قال علي بن خشرم: أخبرني يحيى قال: صرت إلى حفص بن غياث، فتعشينا عنده، فأتى بعس، فشرب، وناول أبا بكر بن أبي شيبة، فشرب وناولني.