للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المخرج من الفتن]

إن كتاب الله العظيم، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه من كلمة له: لا تفنى عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم.

فإن من يتتبع آيات الذكر الحكيم، يجد فيه العظة والحل، لمن أراد الله به خيرا، يقول سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} (١) {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (٢).

ولا شك أن الفتن، ومن يحركها من هذا الاختلاف، ولا يثيرها في المجتمع الإسلامي إلا من يريد بالأمة فرقة وشرا، وهي من السنة السيئة، التي يتحمل وزرها من سعى فيها، وحركها من نومها، يقول صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة (٣)».

ذلك أن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، وهو أثر رواه القزويني في كتابه: التدوين في تاريخ قزوين، وقال عنه: جاء في الأثر، ولم ينسبه (٤).


(١) سورة هود الآية ١١٨
(٢) سورة هود الآية ١١٩
(٣) من حديث مطول رواه مسلم في الزكاة، برقم ١٠١٧، والنسائي في الزكاة برقم ٥/ ٧٥، ٧٦، عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه.
(٤) ج ١: ص ٢٩٧.