فإن أهل الشر والفساد الذين لا يضمرون للأمة الإسلامية ولا لدين الله خيرا، هم الذين يزينون مداخل الفتن، ويتشوقون إليه، بالأماني والوعود، حتى يسهلوا لأصحاب الأهواء ولمن في قلبه مرض طريق الدخول فيها، وقد يدخل فيها من لا يدرك السر الذي جذبه إليها، ولا الهدف الذي يتجه إليه. وكما يقال: الدخول في الشبكات سهل، لكن الخروج منها صعب.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تحدث عن الفتن وأطال فيها، فقد حفظ ذلك من حفظه، وضيعه من ضيعه، فإنما يحذر أمته منها، ويعطيهم الحلول التي تثبت قلوبهم، عندما تبرز أمامهم بوادر الفتن، وأبان لهم أن في كتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم خير خلف في قيادة الأمة ولحفاظ أبنائها على سلامة الجوهر الذي يعتز به كل مسلم، وهو دينه الذي شرعه الله من أجل التمسك به، والسير على ما يوجد في المنهجين الأساسيين: القرآن والسنة، من توجيه ومخاطبة للعقول السليمة.
وقد يكون من المناسب أن تخاطب عقول بعض من طاشت عقولهم، في حوار يلامس الوجدان ويعين في فتح باب يخرج معه من دخل في الفتن مجرورا أو مقلدا، لعل قلبه يلين، وفكره يستيقظ، إذ هذه الفتن التي مرت بالبلاد، وحصل بسببها جرأة في القول، وعنف بالتصرفات، وتدمير في الممتلكات، وقتل نفوس بريئة، وتموج