للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لماذا سمي الدين بالإسلام؟.

إن جميع ما في الأرض من مختلف الديانات إنما سميت بأسمائها إما نسبة إلى اسم رجل خاص أو أمة معينة ظهرت وترعرعت بين ظهرانيها أو بلد نشأت فيها، فاليهودية سميت بهذه الاسم نسبة إلى أرض اليهودية، أو لأنها ظهرت بين ظهراني قبيلة تعرف بيهودا وهو اسم أحد أسباط يعقوب عليه السلام ويسمى أتباعها: الموسويين نسبة إلى موسى عليه السلام.

والنصرانية: سميت بهذا الاسم نسبة إلى بلدة الناصرة، بلد المسيح عليه السلام، وتسمى أيضا المسيحية نسبة إلى المسيح عليه السلام وإليه أيضا ينسب أتباعه فيقال: المسيحيون.

وهكذا اشتهرت أيضا البوذية مثلا بهذا الاسم نسبة إلى بوذا، وهو لقب باني هذه النحلة، وكذلك الزرادشتية أخذت اسمها من حامل لوائها زرادشت.

أما الإسلام، الدعوة العامة للناس جميعا التي ختم الله تعالى بها الرسالات السابقة كلها، فإنه لا ينتسب إلى أمة بعينها، ولا إلى بلد ظهر فيه، ولا إلى النبي الذي أنزله الله عليه، وإنما يدل اسمه على صفة خاصة يتضمنها معنى كلمة الإسلام.

ومما يظهر من هذا الاسم: أنه ما عني بإيجاد هذا الدين وتأسيسه رجل من البشر، وليس خاصا بأمة معينة دون سائر الأمم، وإنما غايته أن يحلي أهل الأرض جميعا بصفة الإسلام.