للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بها أمتي المؤمنين (١)». قال السيوطي: وهذا الحديث صريح في اختصاص أمته صلى الله عليه وسلم بوصف الإسلام، ولذلك أطبقت ألسنة الخلق كلهم من الصحابة والتابعين وأتباعهم والمجتهدين والفقهاء والعلماء على اختلاف فنونهم، والمسلمين بأسرهم، واليهود والنصارى والمجوس وسائر الفرق حتى الحيوانات والشجر والحجر في آخر الزمان على تسمية من كان على دين موسى يهوديا، ومن كان على دين عيسى نصرانيا، ومن كان على دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مسلما لا يمتري في ذلك أحد، وما كان هذا عن فساد، بل هو الحق المطابق للواقع (٢).

تحرير محل النزاع:

ونضع هنا كلمة قيمة لابن تيمية -رحمه الله- يحرر فيها محل النزاع، قال: وقد تنازع الناس فيمن تقدم من أمة موسى وعيسى، هل هم مسلمون أم لا؟.

وهو نزاع لفظي، فإن الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم المتضمن لشريعة القرآن: ليس إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والإسلام اليوم عند الإطلاق يتناول هذا، وأما الإسلام العام المتناول لكل شريعة بعث الله بها نبيا فإنه يتناول إسلام كل أمة متبعة لنبي من الأنبياء (٣).


(١) أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه.
(٢) الحاوي للفتاوى: للسيوطي ٢/ ٢١٩، ٢٢٣.
(٣) الرسالة التدمرية لابن تيمية: ١١٣، وهي نفسها في مجموع الفتاوى ٣/ ١٢٨.