إن عملية تقسيم التربية إلى دينية ودنيوية قد انتقلت عدواه إلى بلاد المسلمين من النظم التربوية العلمانية، فالإسلام إضافة إلى اهتمامه الزائد بالتخصص في الدراسات الإسلامية إلا أنه في تاريخه الطويل لم يعرف هذا الازدواج التعليمي، ولم يهمل أي جانب من جوانب المعرفة الإنسانية، وهذا هو سر ما نراه من معرفة تامة بعلوم الدين لدى علماء الطبيعة والكيمياء والطب والجغرافيا وتاريخ المسلمين.
والفصل بين المعارف إلى دينية ودنيوية قد عزل العلوم الدينية عن ركب الحياة ومشاكلها وتطورها، مما زهد الناس فيها ودعاهم إلى هجرها، كما عزل العلوم الدنيوية عن الحكمة وجعلها تدور في الأطر المادية للأشياء فقط. إنه لا يمكن