أيضا يجب بذل كل تعاون في إقامة التدريب المستمر لرفع مستوى المعلم بصفة عامة، ولإعداده بصفة خاصة ليعمل في ضوء الجديد الذي ننشده للتعليم، وذلك لكي يتسنى له الفهم الصحيح، ولكي يتمكن من المعرفة المطلوبة التي تيسر له رفع مستواه العلمي والثقافي والمسلكي بالقدر الكافي المتطور، الذي يستطيع أن يغذي النشء بأسلوب يساير روح العصر ويتفق معه، فالمعلم هو الأداة الحقة التي ينفذ بها المنهج المقترح، وإعداده بالمفهوم الجديد لنهجنا هو الخطوة الأولى لضمان تنفيذه بنجاح، وأن لا تقتصر دراسة من يتخصصون في مواد الدين على هذه المواد وحدها، بل يجب أن تمتد هذه الدراسة إلى الإحاطة بالعلوم الحديثة وهضمها، إذ بذلك يمكننا تطبيق واقعية الارتباط القائم بين مفاهيم إسلامنا، وهذه العلوم الحديثة، وبذلك يصبح المتخصصون في هذه المواد قادرين أن يحكموا على كل مفهوم حديث بما يتبين لهم نتيجة لهذه الدراسة بعد تفكير تحليلي وبحث منطقي، كما أن يكون في توجيه إعداد مدرسي المواد الحديثة قدر يمكنهم من تفهم مواد الدين؛ لكي يستشعروا قدرة الله في ظواهر الكون والحياة، وأن يعرفوا أن العلم يقود للإيمان وأن يغرسوا هذا المفهوم في طلابهم كي يتعودوه وينشأوا عليه ويعملوا وفقا لمنهجهم.