٢ - الاستجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل لطلب العلم بحسبانه فريضة إيمانية:
بعد أن بلغ الإمام الحلم، قصد بيت الله الحرام حاجا، وطالبا للعلم من مناهله الكبرى، حيث أخذ العلم عن بعض علماء الحرم المكي الشريف، وما إن أشبع غليله من هذا العلم، حتى أراد التزود من علماء آخرين، فتوجه إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فأقام بها مدة من الزمن، درس خلالها على يد عالمين كبيرين مشهورين آنذاك وهما: الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيفه النجدي، الذي يعود بأصله إلى المجمعة، وهو العالم الذي رزقه الله بابن عالم هو الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض في علم الفرائض. ونهل أيضا عن الشيخ محمد حياة السندي، كما أخذ عن غيرهما.
وكان من الممكن لذي الطموح، أن يقف عند هذا الحد من العلم والتحصيل، ولكن الإمام كان بحول الله معدا لما هو أكبر من مجرد تحقيق آمال علمية أو طموحات دراسية، فرحل إلى العراق، واجتمع بعلماء البصرة، ودرس على كبارهم، إلى أن حانت لحظة كانت حاسمة في حياته، وهي لحظة دعوته هناك إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، والتمسك بالسنة المطهرة.