للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خروج الخطيب إلى دمشق وهجره بغداد]

لقد استولى " البساسيري " مقدم الأتراك ببغداد على البلاد في سنة خمسين وأربعمائة، وكان البساسيري (١) سيئ العقيدة على مذهب الفاطميين فدعا لصاحب مصر في الخطبة وزيد في الأذان " حي على خير العمل "، ونفى الخليفة إلى " حديثة عانة " وصلب ابن المسلمة صاحب الخطيب ورئيس الرؤساء. وكان عوام من الحنابلة قد آذوا الخطيب (٢)، فخشي أن تدبر له مؤامرة ويوشى به لدى البساسيري لذا قرر الهجرة إلى دمشق فخرج منتصف شهر صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة مستترا وأخذ معه كتبه وتصانيفه وسماعاته لعزمه على المقام بها. وسكن في المأذنة الشرقية من الجامع الأموي وبدأ تدريس الحديث وغيره في المسجد، لكنه لم يدم له المقام بدمشق إذ ثار عليه الروافض عند سماعهم منه فضائل العباس - رضي الله عنه - وكانت دمشق تحت حكم الفاطميين - فخرج إلى صور (٣) وذلك سنة سبع وخمسين وأربعمائة وقيل سنة تسع وخمسين ومكث بين صور وبيت المقدس حتى شعبان من سنة اثنتين وستين وأربعمائة.


(١) انظر القصة في تاريخ بغداد ٩: ٣٩٩ - ٤٠٤.
(٢) انظر المنتظم ٨: ٢٦٧ وتأنيب الخطيب: ١٢.
(٣) انظر البداية ١٢: ١٠٢ وطبقات الشافعية للحسيني ١٦٤ - ١٦٥.