دولة أوروبية صغيرة. تغطي جبال الألب والجورا أكثر من نصف مساحة سويسرا، لكن معظم السويسريين يعيشون فوق هضبة تمتد عبر البلاد. وتتمركز في هذه المنطقة معظم صناعات سويسرا وأراضيها الزراعية الخصبة، كما تقع فيها العاصمة السويسرية بيرن، وكبرى المدن زيوريخ.
ويبدي السويسريون اعتزازا كبيرا باستقلالهم طويل الأمد. ولا يوجد في سويسرا جيش نظامي، لكن جميع الرجال تقريبا يتلقون تدريبا عسكريا سنويا، ويحتفظون بأسلحتهم ولباسهم العسكري في منازلهم ويمكن استنفارهم بسرعة في حالات الطوارئ. كما تقام مسابقات محلية كثيرة في الرماية.
في أوائل القرن السادس عشر الميلادي، وضعت سويسرا لنفسها سياسة عدم الانحياز إلى أي جانب، في الحروب الكثيرة التي اندلعت في أوروبا. وفي الحربين العالميتين الأولى والثانية، بقيت سويسرا واحة ينتشر فيها السلام. وبما أن جميع الأمم المحيطة بها تقريبا، اشتركت في الصراعات الدامية، فقد وفرت سويسرا الأمن للآلاف الذين هربوا من القتال أو من الاضطهاد السياسي.
وقد ساعدت سياسة الحياد السويسريين، في إقامة خدمات مصرفية قيمة، تستفيد منها جميع شعوب العالم، التي لا يتوافر لها في مصارف بلادها القدر نفسه من الأمان. وكان مقر عصبة الأمم وهي المنظمة العالمية الرئيسية في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي في مدينة جنيف السويسرية. كما تتخذ كثير من المنظمات العالمية اليوم، بما فيها عدد من وكالات الأمم المتحدة مقارا لها في جنيف.