للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حادي عشر: الواجب الشرعي على المسلم إزاء مدمني ومهربي ومروجي المخدرات:

كرم الله الإنسان ونأى به عن مواطن الريب والمهانة، وامتدح عباده المؤمنين الذين تجنبوا مجالس اللغو وأعرضوا عن عمل الجاهلين فقال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} (١).

وقال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} (٢) وروى أبو داود في سننه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الخمر من العصير والزبيب والتمر والحنطة والشعير والذرة وإني أنهاكم عن كل مسكر (٣)»

ويستفاد من هذه النصوص أنه يحرم مجالسة مقترفي المعاصي أيا كان نوعها، لأن في مجالستهم إهدارا لحرمات الله وإعراضا عن شرعه؟ ولأن من يجلس مع العصاة يتخلق بأخلاقهم ويجري على لسانه ما يتناقلونه من ساقط القول وقبيح العبارات ويعتاد ما يفعلون من مآثم كشرب المسكرات والمخدرات ويشاركهم في عمل المنكرات. ومن هنا كان على الإنسان أن ينأى عن مجالس الشرب المحرم خمرا سائلا أو مخدرات مطعومة أو مشروبة أو مشمومة أو محقونة، فإنها مجالس الفسق والفساد وإضاعة الصحة والمال وعاقبتها الندم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} (٤) فمن جلس مع المدمن أو المهرب أو التاجر أو كل من له سبب في إشاعة


(١) سورة المؤمنون الآية ٣
(٢) سورة القصص الآية ٥٥
(٣) سنن أبي داود جـ ٤/ ٨٤ حديث رقم ٣٦٧٧ كتاب الأشربة.
(٤) سورة الزخرف الآية ٣٦