إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فعليه الصلاة وعليه السلام وبعد:
فمن رحمة الله سبحانه بنا أن أرسل لنا محمدا رؤوفا رحيما، وهاديا إلى الخير، ومبشرا ونذيرا، فكان هو الدال لأمته إلى طريق السعادة، المحذر لها من طرق الفتنة والغواية، وهذا دأب الرسل عليهم الصلاة والسلام، كل رسول يبلغ عن ربه البلاغ المبين، وينذر أمته، ويحذرها من كل فتنة، ولقد اشترك الرسل عليهم الصلاة والسلام في التحذير من فتنة عظيمة، كل نبي يخاف أن تدرك أمته،