الصنعاني الإمام الثبت قاضي صنعاء اليمن، وفقيهها، أبو عبد الرحمن، من أقران عبد الرزاق، لكنه أجل وأتقن، مع قدم موته، فهو ممن يذكر مع معن بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهدي.
حدث عن ابن جريج، ومعمر، وسفيان الثوري، والقاسم بن فياض، وجماعة، وليس بالمكثر، لكنه مجود.
روى عنه إبراهيم بن موسى الفراء، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن محمد المسندي، وخلق سواهم ولم يدركه أحمد بن حنبل.
ذكره أبو حاتم، فقال: ثقة متقن.
وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه، قال: سمعت بعض أصحابنا قال مرة: قال يحيى بن معين: كتب لي عبد الرزاق إلى هشام بن يوسف، فقال: إنك تأتي رجلا إن كان غيره السلطان، فإنه لم يغير حديثه.
وقال يحيى بن معين: مكثنا على باب هشام خمسين يوما، لا يحدثنا بحديث، نذهب معه إلى باب الأمير.
وقال أحمد بن حنبل: سمعت عبد الرزاق يقول: أتاه - يعني يحيى بن معين - فأجزره شاة، وفعل به وفعل، ثم قال أحمد: هشام ألأم من أن يذبح له.
قال إبراهيم بن يوسف: سمعت هشام بن يوسف يقول: قدم سفيان الثوري اليمن، فقال: اطلبوا كاتبا سريع الخط، فارتادوني، فكنت أكتب.
قال أبو زرعة الرازي: هشام أصح اليمانيين كتابا.
وقال عبد الرزاق: إن حدثكم القاضي، فلا عليكم أن لا تكتبوا عن غيره.
قلت: توفي هشام في سنة سبع وتسعين ومائة، في عشر السبعين أرى.