للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعريف الخمر]

الخمر لغة:

الخاء والميم والراء أصل واحد يدل على التغطية والمخالطة في ستر، فالخمر مأخوذ من خمر إذا ستر، ومنه خمار المرأة وكل شيء غطى شيئا فقد خمره، ومنه الحديث أنه عليه الصلاة والسلام أتي بإناء من لبن فقال «هلا خمرته ولو بعود تعرضه عليه (١)» والخمر بالتحريك كل ما سترك من شجر أو بناء أو غيره يقال توارى العبد عني في خمر الوادي وخمره. ومنه قولهم دخل فلان في خمار الناس: أي فيما يواريه ويستره منهم. وقال العجاج يصف جيشا:

في لامع العقان لا يمشي الخمر ... بوجه الأرض ويشتاق الشجر

ويقال خمر فلان شهادته، وأخمرها: أي كتمها، فالخامر هو الذي يكتم شهادته.

سبقت الإشارة إلى أن لفظ الخمر منقول من مصدر خمر الشيء. . . وقد اختلف أهل اللغة في وجه هذا النقل:

فنقل عن ابن الأعرابي أنه قال سميت الخمر خمرا، لأنها تركت حتى اختمرت واختمارها تغير ريحها كما يقال خمرت العجين فتخمر بأن تتركه فلا تستعمله حتى يجود.

وخمر الرأي: أي تركه حتى يتبين فيه الوجه.

وعلى هذا تكون مصدرا أريد به اسم المفعول.

وقال أبو بكر الأنباري سميت الخمر خمرا لأنها تخامر العقل. من المخامرة وهي


(١) صحيح البخاري الأشربة (٥٦٢٤)، صحيح مسلم الأشربة (٢٠١٢)، سنن الترمذي الأطعمة (١٨١٢)، سنن أبو داود الأشربة (٣٧٣١)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣١٩)، موطأ مالك الجامع (١٧٢٧).