للقول بالمجاز مفاسد كثيرة، وأخطار عظيمة - في مجال العقيدة وطريقة فهم كتاب الله العزيز - قد لا يفطن إليها، إلا بعد تدقيق النظر، وإعمال بارق الذهن، واهتداء نافذ البصيرة.
فالمجاز، صنعة اعتزالية كلامية محضة، تقوم على أساس صرف الألفاظ العربية عن منطوقها، وتحويل هذا المنطوق عن دلالاته المألوفة المعهودة، عند العرب ولدى رجالات الصدر الأول في الإسلام.
هذا بالإضافة إلى كونه التكأة التي اعتمد عليها لتعطيل صفات الخالق، وإنكار حقائق أقواله وأفعاله سبحانه، ولي عنق مفهوم الإيمان عن دلالته ومعناه، وتشويش دلالات آيات الكتاب الحكيم في أذهان عامة المسلمين.
وسوف نحاول - هنا - الوقوف على أهم هذه المفاسد الناجمة عن القول به، وإقرار وجوده في القرآن الكريم ولغة العرب، منبهين على ما له من أخطار، تركت بصماتها واضحة في مجال النيل من أصول هذا الدين الحنيف، وزعزعة - بل وتحطيم - مرتكزاته المثلى، باعتباره الطاغوت الرديف لطاغوتي: