للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد أبو الفتح البيانوني

تحول العبادات إلى عادات

وأثره في حياة المسلمين

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه المبين: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١) والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: «أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا (٢)» ورضي الله عن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. . .

أما بعد: فالفرق كبير شاسع بين أن يعتاد المرء العبادة فتصبح جزءا من حياته وسلوكه، وبين أن تغلب عليها العادة فتفقدها صفة العبادة، وتعرضها للتغير والزوال تبعا لتغير تلك العادة.

وقد غلبت العادات على كثير من الأعمال الشرعية في المجتمعات الإسلامية اليوم فأخرجتها عن وصف العبادة حتى زهد الشاب فيها وتحولوا عنها، بعد أن كانت عبادات خالصة تؤدي وظيفتها في حياة الناس.

ويرى المتتبع لهذه الظاهرة في حياة الناس: أن هذا التحول الخطير الذي عم الكبار والصغار، والرجال


(١) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٢) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٨٣٧)، صحيح مسلم صفة القيامة والجنة والنار (٢٨٢٠).