للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ظاهرة متميزة بين الظواهر الاجتماعية]

وإذا أردنا تشخيص مشكلة الطلاق؟ فلا بد من التسليم بأمرين:

(أولهما): أن ظاهرة الطلاق تختلف عن سائر الظواهر الاجتماعية في أنها: تمس الحياة الخاصة بالزوجين، بما فيها من مشاعر وعواطف وحب وإعجاب وجنس وأحلام ومتعة وانسجام ... والتي تهدف كلها إلى بناء علاقات أسرية وجدانية قوية خاصة بين الزوجين، وهذه كلها تحاط - عادة - بنوع من السرية والكتمان، ويتحرج كل من الطرفين من البوح بها أو نشرها، وهذا مما يحمد ويمدح، فما ينبغي أن تكون الأسرار الزوجية والعلاقات بين الزوجين دعوة جفلى يدعى إليها العامة دون اختصاص، ولا حقا مشاعا بين الناس من فضوليين وغيرهم.

و (الثاني): من ناحية أخرى، نجد أن ظاهرة الطلاق تتصل أسبابها والعوامل المؤثرة فيها بالحياة الخارجية للزوجين بما فيها من عوامل اجتماعية ومادية وثقافية وصحية ودينية، مما تقدمت الإشارة إليه، وهذه النواحي والأسباب تختلف بطبيعتها عن تلك العوامل الوجدانية والعاطفية السابقة، ومن الصعوبة بمكان أن نفصل فصلا تاما بين العوامل الثقافية والنفسية والمادية ... لأنها - في الحقيقة وفي واقع الحال - متشابكة مترابطة، وعلى كل حال: لا يجوز