للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثالث (١):

في ذكر ما ظهر لي من مناسبة اختصاص هذه السور بما ذكر، أما توجيه أن " الزلزلة" تعدل نصف القرآن فلأن القرآن لا يخرج عن تقرير أمر معاش الناس ومعادهم.

وهذه السورة اختصت بذكر أمر المعاد من زلزلة الأرض عند قيام الساعة، وإخراج أثقالها وهم الموتى، إشارة إلى البعث. وتحديث أخبارها، وصدور الناس عنها أشتاتا كأنهم جراد منتشر، ورؤية كل عامل ما عمل من خير أو شر، فلم تتضمن شيئا غير ذكر المعاد. فلما اختصت بجنس نصف مضمون القرآن جاز أن يقال: إنها تعدل نصف القرآن، وصار هذا كما قيل: "إن الفرائض نصف العلم " كما كان للإنسان حالتا حياة وموت، وعلم الفرائض هو العلم المتعلق بإحدى حالتيه وهو الموت، سمي نصف العلم.

وأما توجيه أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن فلأن القرآن باعتبار قسمة أخرى لا يخرج عن تقرير التوحيد والنبوة وأحكام اليوم الآخر. وهذه السورة اختصت بتقرير التوحيد. وذكره، لم يذكر فيها غيره، فكانت


(١) في الأصل (الفصل الأول).