أدب الله تعالى في هذه الآيات عباده المؤمنين بآداب عظيمة وتوجيهات سامية يتحقق بها مجتمع الأخوة الإسلامية وتسود بها قيم التآلف والتحاب، فيصير المؤمنون لحمة واحدة يسعدون جميعا ويألمون جميعا، يحنو بعضهم على بعض، ويذب بعضهم عن بعض، فهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له بقية الجسد بالحمى والسهر.
لقد أمرهم عز وجل إذا سمعوا مؤمنا يقذف بسوء لا يعرف به بأمور أربعة؛ أولها: إحسان الظن بالمقذوف، بأن يظن به خيرا وبعدا عن التهمة ومواطن الريبة، قال تعالى:{لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ}(١)؛ أي قاسوا ذلك الكلام على أنفسهم،