للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(مسألة) اختلف في نقط المصحف وشكله ويقال أول من فعل ذلك أبو الأسود الدؤلي بأمر عبد الملك بن مروان وقيل الحسن البصري ويحيى بن يعمر وقيل نصر بن عاصم الليثي وأول من وضع الهمزة والتشديد والروم والإشمام الخليل وقال قتادة بدءوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وقال غيره أول ما أحدثوا النقط عند آخر الآي ثم الفواتح والخواتم وقال يحيى بن أبي كثير ما كانوا يعرفون شيئا مما أحدث في المصاحف إلا النقط الثلاث على رءوس الآي أخرجه ابن أبي دواد وقد أخرج أبو عبيد وغيره عن ابن مسعود قال جردوا القرآن ولا تخلطوه بشيء (وأخرج) عن النخعي أنه كره نقط المصاحف وعن ابن سيرين أنه كره النقط والفواتح والخواتم وعن ابن مسعود ومجاهد أنهما كرها التعشير (وأخرج) ابن أبي داود عن النخمي أنه كان يكره العواشر والفواتح وتصغير المصحف وأن يكتب فيه سورة كذا وكذا (وأخرج) عنه أنه أتى بمصحف مكتوب فيه سورة كذا وكذا آية فقال امح هذا فإن ابن مسعود كان يكرهه (وأخرج) عن أبي العالية أنه كان يكره الجمل في المصحف وفاتحة سورة كذا وخاتمة سورة كذا وقال مالك لا بأس بالنقط في المصاحف التي تتعلم فيها العلماء أما الأمهات فلا، وقال الحليمي تكره كتابة الأعشار والأخماس وأسماء السور وعدد الآيات فيه لقوله جردوا القرآن وأما النقط فيجوز لأنه ليس له صورة فيتوهم لأجلها ما ليس بقرآن قرآنا وإنما هي دلالات على هيئة المقروء فلا يظهر إثباتها لمن يحتاج إليها.

قال البيهقي: من آداب القرآن أن يفخم فيكتب مفرجا بأحسن خط فلا يصغر ولا يقرمط حروفه ولا يخط به ما ليس منه كعدد الآيات والسجدات والعشرات والوقوف واختلاف