[الزمخشري]
العلامة، كبير المعتزلة أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد، الزمخشري الخوارزمي النحوي صاحب " الكشاف " و " المفصل ".
رحل، وسمع ببغداد من نصر بن البطر وغيره.
وحج، وجاور، وتخرج به أئمة.
ذكر التاج الكندي أنه رآه على باب الإمام أبي منصور بن الجواليقي.
وقال الكمال الأنباري لما قدم الزمخشري للحج، أتاه شيخنا أبو السعادات بن الشجري مهنئا بقدومه، وقال:
كانت مساءلة الركبان تخبرني
عن أحمد بن علي أطيب الخبر
حتى التقينا فلا والله ما سمعت
أذني بأحسن مما قد رأى بصري
وأثنى عليه، ولم ينطق الزمخشري حتى فرغ أبو السعادات، فتصاغر له، وعظمه، وقال: إن زيد الخيل دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرفع صوته بالشهادتين، فقال له: يا زيد كل رجل وصف لي وجدته دون الصفة إلا أنت، فإنك فوق ما وصفت. وكذلك الشريف ودعا له وأثنى عليه.
قلت: روى عنه بالإجازة أبو طاهر السلفي، وزينب بنت الشعري.
وروى عنه أناشيد إسماعيل بن عبد الله الخوارزمي، وأبو سعد أحمد بن محمود الشاشي، وغيرهما.
وكان مولده بزمخشر -قرية من عمل خوارزم - في رجب سنة سبع وستين وأربعمائة.
وكان رأسا في البلاغة والعربية والمعاني والبيان، وله نظم جيد.
قال السمعاني: أنشدنا إسماعيل بن عبد الله، أنشدني الزمخشري لنفسه يرثي أستاذه أبا مضر النحوي
وقائلة ما هذه الدرر التي
تساقطها عيناك سمطين سمطين
فقلت هو الدر الذي قد حشا به
أبو مضر أذني تساقط من عيني
أنبأني عدة عن أبي المظفر بن السمعاني، أنشدنا أحمد بن محمود القاضي بسمرقند، أنشدنا أستاذي محمود بن عمر:
ألا قل لسعدى ما لنا فيك من وطر
وما تطبينا النجل من أعين البقر
فإنا اقتصرنا بالذين تضايقت
عيونهم والله يجزي من اقتصر
مليح ولكن عنده كل جفوة
ولم أر في الدنيا صفاء بلا كدر