ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «قال النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك. فواعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها، إلا كان لها حجابا من النار. فقالت امرأة: واثنين؟ قال: واثنين (١)».
هذا يدل على أن مجالس النبي صلى الله عليه وسلم - للفقه في الدين والتذكير ونحو ذلك - لم يكن النساء يحضرنها مع الرجال، وإنما كن يشهدن الصلوات في مؤخر المساجد ليلا، ثم ينصرفن عاجلا، وكن يشهدن العيدين مع المسلمين منفردات عن الرجال من ورائهم، ولهذا «لما خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد رأى أنه لم يسمع النساء، فلما فرغ جاء ومعه بلال إلى
(١) أخرجه البخاري (كتاب الجنائز) (باب فضل من مات له ولد فاحتسب) رقم ١٢٤٩ (فتح)، ومسلم في الصحيح (كتاب البر والصلة والآداب) (باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه) رقم ٢٦٣٣، وأحمد في المسند ٣/ ٣٤، ٧٢.