للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمال

٦ - أن تكون جميلة، حسنة الوجه؛ لتحصل بها للزوج العفة، ويتم الإحسان، وتسعد النفس، ومن هنا كانت نساء الجنة اللاتي جعلهن الله تعالى جزاء للمؤمنين المتقين من الحور العين، قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} (١) {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} (٢) {يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ} (٣) {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} (٤) (الدخان / ٥١ - ٥٤).

وقال عنهن القرآن في آية أخرى:

{وَحُورٌ عِينٌ} (٥) {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} (٦) (الواقعة / ٢٢ - ٢٣).

والحور: جمع حوراء، وهي البيضاء، قال مجاهد: سميت الحوراء حوراء لأنه يحار الطرف في حسنها، وقيل: هي من حور العين: وهي شدة بياضها في شدة سوادها، وقال أبو عمرو بن العلاء: الحور أن تسود العين كلها، مثل أعين الظباء والبقر، وليس في بني آدم حور، وإنما قيل للنساء حور؛ لأنهن شبهن بالظباء والبقر، أما العين: فجمع عيناء، وهي الواسعة العين. واللؤلؤ المكنون الذي شبهن به في الآية الثانية، هو اللؤلؤ المصون الذي لم يتعرض للمس والنظر، فلم تثقفه يد، ولم تخدشه عين، وفي هذا - كما يقول سيد قطب - كناية عن معان حسية ونفسية لطيفة في هؤلاء الحور الواسعات العيون.


(١) سورة الدخان الآية ٥١
(٢) سورة الدخان الآية ٥٢
(٣) سورة الدخان الآية ٥٣
(٤) سورة الدخان الآية ٥٤
(٥) سورة الواقعة الآية ٢٢
(٦) سورة الواقعة الآية ٢٣