للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أشارت بعض الأحاديث النبوية الشريفة إلى اعتبار عنصر الجمال في المرأة عند الاختيار:

أ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي النساء خير؟ قال: خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره (١)».

ب - وعن أبي هريرة أيضا، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك (٢)».

ج - وعنه أيضا، «قال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنظرت إليها؟ قال: لا، قال: فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئا (٣)».

قال صاحب عون المعبود: (يؤخذ من الأحاديث استحباب تزوج الجميلة، إلا إذا كانت الجميلة غير دينة، والتي أدنى منها جمالا متدينة، فتقدم ذات الدين، إما تساوتا في الدين فالجميلة أولى (٤).

وفي ذلك يروى عن أكثم بن صيفي أنه قال لبنيه: (يا بني، لا يغلبنكم جمال النساء على صراحة النسب، فإن المناكح الكريمة مدرجة للشرف) (٥).


(١) رواه النسائي (٢/ ٧٢) والحاكم (٢/ ١٦١) وأحمد (٢/ ٢٥١) والبيهقي (٧/ ٨٢)، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في (الصحيحة / ١٨٣٨).
(٢) البخاري (٩/ ١١٥) في النكاح، الأكفاء في الدين، ومسلم (١٤٦٦) الرضاع، استحباب نكاح ذات الدين، وأبو داود (٢٠٤٧) في النكاح، والنسائي (٦/ ٦٨) في النكاح، وابن ماجه (١٨٥٨) فيه، والدارمي (٢/ ١٣٢)، والبيهقي (٧/ ٧٩)، والدارقطني (٣/ ٣٠٢) في النكاح، وأحمد (٢/ ٤٢٨)، وتربت يداك: التصقتا بالتراب، لا يريدون به الدعاء على المرء، بل المبالغة في التحريض على الشيء والتعجب منه ونحو ذلك. انظر جامع الأصول (١١/ ٤٣٠)، وعون المعبود شرح أبي داود (٦/ ٤٠).
(٣) رواه مسلم (٢٤٢٤) في النكاح، والنسائي (٦/ ٧٧) فيه، والدارقطني (٣٩٦)، والبيهقي (٧/ ٨٤)، وذكره الألباني في الصحيحة برقم (٩٥)، ومعنى: فإن في أعين الأنصار شيئا: قيل صغر أو عمش.
(٤) انظر (عون المعبود) ٦/ ٤٢، و (فتح الباري / لابن حجر العسقلاني) ٩/ ١٣٥.
(٥) عن (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري / للقسطلاني) ٨/ ٣١.