للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نظرة متدبرة في آيات القرآن]

لقد نظرنا في آيات الله (الكونية) وعرفنا يقينا أن الإنسان نشأ متنقلا ومتطورا من حالة إلى حالة، من نطفة إلى علقة إلى مضغة، إلى أن صار إنسانا سميعا بصيرا، فإذا نظرنا في آيات الله (القرآنية): نراها قد صرحت بذلك تصريحا لا غموض فيه، وقررت حقائق لا يشك فيها أي إنسان ولا يمكن أن ينالها شيء من الارتياب، ففي (سورة المؤمنون) يقول تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} (١) {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً} (٢) إلخ الآية، وفي سورة المؤمن يقول: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} (٣) إلخ الآية، وفي سورة الحج يقول: {إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} (٤) إلخ الآية، وفي سورة الروم يقول: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (٥) {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} (٦).

ويلاحظ القارئ الكريم أن هذه الآيات وأمثالها بعد أن ذكرت نشأة الإنسان وتدرجه المادي من تراب إلى نطفة إلى علقة إلى مضغة. . . إلى أن صار إنسانا سميعا


(١) سورة المؤمنون الآية ١٢
(٢) سورة المؤمنون الآية ١٣
(٣) سورة غافر الآية ٦٧
(٤) سورة الحج الآية ٥
(٥) سورة الروم الآية ٥٤
(٦) سورة الروم الآية ٥٥