إذا كان الذكر أمام مرآة الإسلام مقصدا كريما، وبالنسبة لعقيدة الإيمان سياجا متينا يحفظ لها وجودها، ويبقي لها قوتها، وعميق تأثيرها، حتى إن القرآن الكريم، كما أوضحنا، حرص على أن يبقي هذا المعنى العظيم في سلوك المسلمين. . فهناك بجانب هذا حقيقة يجب ألا نغفلها هي أن الذكر لا يبقى ولا يكون له سلطانه إلا بالتذكر والتذكير، واستمرار الذكرى، ومن هنا كان لها من عناية القرآن الكريم أوفى قسط، ومن بيانه أوفر نصيب.
وقد عرفنا أن التذكير ينتهي بنا إلى التذكر، والتذكر ثمرته الذكر.
والذكرى موطن العبرة نفسه الباعث على التذكر.
وكأن التذكير والتذكر- إذن به بهذه الصورة- مرحلتان في طريق الذكر.