للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثامن: حكم التخاطب بلفظ صديق أو رفيق أو أخ

ظهر في الآونة الأخيرة نبرة تخاطب جديدة تقال للمسلم وغير المسلم، عندما كثر الاستقدام إلى هذه البلاد من جنسيات مختلفة وأشكال وألوان متغايرة، من الشرق والغرب والشمال والجنوب واحتاج الناس إلى التخاطب والتفاهم مع هؤلاء الوافدين، فأطلقوا في الغالب على من لا يعرفون اسمه صديقا أو رفيقا أو أخا. وفي الغالب أنهم لا يقصدون معاني الألفاظ من التودد والتلطف والتقرب. وإنما يقصدون المناداة فقط، وهذا لا شيء فيه إن شاء الله، أما إذا قصد بها معانيها فإنها لا تجوز على غير المسلم.

يقول العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، لا يجوز أن يوصف الكافر بالأخ للمسلم، لأنه لا أخوة بين المسلم والكافر، ولا صداقة بينهما، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك فقال جل ذكره: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} (١).


(١) سورة المجادلة الآية ٢٢