للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل]

واتفق الجميع على أنه قرآن، واختلفوا في قدمه وخلقه، ومن صورة الاختلاف (١) الاتفاق على محله، فحصل الإجماع من أمة محمد-صلى الله عليه وسلم- على أن هذا الكتاب: هو القرآن المنزل، وثبت بالأدلة القاطعة [. . . .] (٢) أن هذا قرآن، فلا يلتفت إلى من خالف ذلك، وإذا ثبت أنه قرآن، فهو سور وآيات، وكلمات، وحروف بغير إشكال، وإنكار ذلك جحد للعيان، ونوع من السفسطة والهذيان، ومن العجب أن الله- تعالى- سمى هذا الكتاب: قرآنا، وسماه النبي-صلى الله عليه وسلم- قرآنا، وسمته أمته: قرآنا، وسمته الجن: قرآنا {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} (٣) وسمته المعتزلة: قرآنا، فجاءت هذه الطائفة بمخالفة رب العالمين، وخلقه أجمعين.


(١) أي: ويفهم من اختلافهم في وصفه هل هو قديم أو حادث؟ اتفاقهم على أصله أنه قرآن.
(٢) بياض في الأصل.
(٣) سورة الجن الآية ١