للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثانية: أوصي جميع الحجاج وكل مسلم يطلع على هذه الكلمة، بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها والعناية بها وتعظيم شأنها والطمأنينة فيها؛ لأنها الركن الأعظم بعد الشهادتين ولأنها عمود الإسلام، ولأنها أول شيء يحاسب عنه المسلم من عمله يوم القيامة، ولأن من تركها فقد كفر، قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (١) وقال عز وجل: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (٢) وقال جل شأنه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (٣) {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (٤) إلى أن قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (٥) {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} (٦) {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (٧) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة (٨)» أخرجه مسلم في صحيحه. وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر (٩)». خرجه أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، وخرج الإمام أحمد بإسناد حسن عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حافظ على الصلاة كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف (١٠)». قال بعض أهل العلم في شرح هذا الحديث: وإنما حشر من ضيع الصلاة مع هؤلاء الكفرة؛ لأنه إما أن يضيعها تشاغلا بالرئاسة والملك والزعامة فيكون شبيها بفرعون، وإما أن يضيعها من أجل الوزارة والوظيفة، فيكون شبيها بهامان وزير فرعون، وإما أن يضيعها تشاغلا بالشهوات وحب المال والتكبر على الفقراء فيكون شبيها بقارون الذي خسف الله به وبداره الأرض، وإما أن يضيعها تشاغلا بالتجارة


(١) سورة النور الآية ٥٦
(٢) سورة البقرة الآية ٢٣٨
(٣) سورة المؤمنون الآية ١
(٤) سورة المؤمنون الآية ٢
(٥) سورة المؤمنون الآية ٩
(٦) سورة المؤمنون الآية ١٠
(٧) سورة المؤمنون الآية ١١
(٨) صحيح مسلم الإيمان (٨٢)، سنن الترمذي الإيمان (٢٦٢٠)، سنن أبو داود السنة (٤٦٧٨)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٨)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٨٩)، سنن الدارمي الصلاة (١٢٣٣).
(٩) سنن الترمذي الإيمان (٢٦٢١)، سنن النسائي الصلاة (٤٦٣)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٩)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٤٦).
(١٠) مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٦٩)، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٢١).