وأما رواية حديث ثواب من مات في أحد الحرمين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعند أبي داود الطيالسي في مسنده ص ١٢ - ١٣ قال: (حدثنا سوار بن ميمون أبو الجراح العبدي، قال حدثني رجل من آل عمر، عن عمر، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«من زار قبري، أو قال: من زارني كنت له شفيعا أو شهيدا، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة» ومن طريق الطيالسي هذا أورد البيهقي هذا الحديث في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من " السنن الكبرى " جـ ٥ ص ٢٤٥، قال أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا سوار بن ميمون أبو الجراح العبدي قال: حدثني رجل من آل عمر عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من زار قبري أو قال «من زارني كنت له شفيعا أو شهيدا، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة» ثم قال البيهقي (هذا إسناد مجهول) انتهى الكلام.
هذا ما وصل إليه بحثي عن طرق هذا الحديث، وقد قال الحسن بن محمد بن الحسن القرشي الصفاني في موضوعاته ص٣٩ ما نصه [ومنها - أي من الأحاديث الموضوعة - قولهم:«من مات بين الحرمين بعث آمنا يوم القيامة، ومن مات في مكة حاجا لم يعرضه الله تعالى ولم يحاسبه»] انتهى.
والخلاصة أن كل طريق من طرق هذا الحديث لا تخلو من علة قادحة وأن كلام العجلوني لم أجد له بعد التتبع أساسا. والله ولي التوفيق. وهو حسبي ونعم الوكيل.