للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[القائد]

بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، أقام بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم وصفر من السنة الحادية عشر الهجرية (٦٣٢ م)، فأمر بتجهيز جيش كبير فيه أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم، وجعل هذا الجيش بإمرة أسامة بن زيد، فتجهز الناس، وأوعب (١) مع أسامة المهاجرون الأولون (٢)، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين.

وتأخر تجهيز هذا الجيش لمرض النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر، ثم قال: «"أيها الناس! انفذوا بعث أسامة، فلعمري لئن قلتم في إمارته، لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله، وإنه لخليق للإمارة، وإن كان أبوه لخليقا لها (٣)»، وفي رواية الإمام البخاري، «أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن الناس في إمارته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل. وايم الله، إن كان لخليقا


(١) أوعبوا معه: أي خرجوا جميعهم للغزو
(٢) سيرة ابن هشام (٤/ ٣١٩) وطبقات ابن سعد (٢/ ١٩٠)
(٣) طبقات ابن سعد (٤/ ٦٨)