للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التكييف القانوني لعقد إيجار الخزانة]

اختلف فقهاء القانون وشراحه في تخريج عقد إيجار الخزائن الحديدية هل يخرج على أنه وديعة أم على أنه عقد إجارة، فمن نظر إلى أن الخزانة وما تحتويه من ممتلكات العميل تعتبر في عهده البنك وحراسته اعتبر العقد وديعة وأجرى عليه أحكام الوديعة.

ومن نظر إلى أن العميل قد استأجر بالفعل هذه الخزينة من البنك ومكنه من استخدامها استخداما يتمكن به من الحفاظ على سرية ما يضعه فيها وسلامته بأجرة معينة لمدة محدودة اعتبرها من عقود الإجارة، وفي ذلك يقول الدكتور علي البارودي: إن معرفة ما إذا كان إيجار الخزائن أقرب إلى الوديعة أو هو أقرب إلى الإيجار ذلك أيضا موضوع خلاف بين الفقهاء وبين أحكام القضاء ويذهب البعض إلى القول: بأنه عقد ذو طبيعة خاصة يسميه عقد الحراسة، ولكن مثل هذا الرأي لا يحل الإشكال القائم إذ يبقى بيان الآثار الخاصة التي يمكن أن تترتب على هذا العقد الجديد، والواقع أن في هذا العقد نوعا من الحيازة المشتركة لا تتوافر في عقد الوديعة حيث تكون الحيازة للمودع لديه وحده ولا في عقد الإيجار حيث تكون الحيازة للمستأجر وحده، ففي عقد إيجار الخزانة يحوز البنك الخزانة ويحوز العميل ما بداخلها، فلو أن الخزانة ذاتها ملك للعميل لما كان هناك شك في أن العقد يكون وديعة تماما كمن يودع حقيبة مغلقة لدى شخص آخر لا يعلم ما بداخل الحقيبة، فملكية البنك للخزانة هي التي تمنع القول بأن العقد عقد وديعة (١).


(١) انظر كتاب العقود وعمليات البنوك التجارية صفحة ٢٦٩ - ٢٧٠. الطبعة الثانية