للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرمة تأخير تزويج البنات والأخوات]

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يبلغه هذا الكتاب من المسلمين سلك الله بي وبهم صراطه المستقيم وجعلنا جميعا من حزبه المفلحين آمين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . . أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى قد أوجب على المسلمين التعاون على البر والتقوى والتناصح في الله والتواصي بالحق والصبر عليه، ورتب على ذلك خير الدنيا والآخرة وصلاح الفرد والمجتمع والأمة، وقد بلغني أن كثيرا من الناس قد يؤخرون تزويج مولياتهم من البنات والأخوات وغيرهن لأغراض غير شرعية كخدمة أهلها في رعي أو غيره، وكطلب الأكثر مالا، أو لترضى بمن لا يناسبها من بني عمها وغيرهم، وكذلك من يؤخر زواجها من أجل أن يأخذ بها زوجة له، وتأخير تزويج المولية لهذه الأسباب ونحوها من الأمور المحرمة، ومن الظلم للموليات من البنات وغيرهن قال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (١) والأيامى جمع أيم، يقال ذلك للمرأة التي لا زوج لها، وللرجل الذي لا زوجة له، يقال امرأة أيم ورجل أيم، قال ابن عباس: رغبهم الله في التزويج وأمر به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه الغنى، فقال {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (٢) وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال


(١) سورة النور الآية ٣٢
(٢) سورة النور الآية ٣٢