يذكر التاريخ لجرير أنه أسلم متأخرا، فنال شرف الصحبة ولم ينل شرف الجهاد تحت لواء الرسول القائد عليه الصلاة والسلام. ويذكر له أنه كان أحد سفراء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والرؤساء العرب وغير العرب، فكان سفيره إلى ملكين من ملوك اليمن الخضراء.
ويذكر له أنه هدم صنم ذي الخلصة وحرقه، وكان صنم قومه والقبائل العربية القريبة من قومه نسبا، فاجتث جذور الشرك في تلك المناطق.
ويذكر له أنه ثبت على الإسلام وحارب المرتدين من قومه ومن غيرهم في اليمن، فأعاد الوحدة إلى الصفوف تحت لواء الإسلام.
ويذكر له أنه شهد فتح العراق التمهيدي تحت لواء خالد بن الوليد، وأنه شهد معه اليرموك في أرض الشام، وكان أحد الفدائيين المائة المنتخبين من جيش المسلمين، الذين حطموا معنويات الروم في عملياتهم الفدائية.
ويذكر له أنه سعى لجمع بجيلة قومه، وكانوا أشتاتا في القبائل العربية الأخرى، فنجح في مسعاه، وتولى قيادة قومه في ميدان فتح العراق بعد جمعهم، فقاتل تحت لواء المثنى بن حارثة الشيباني في العراق، وأبلى في فتوح المثنى أعظم البلاء.
ويذكر له أنه قاد بجيلة قومه تحت لواء سعد بن أبي وقاص في القادسية، فكان له ولقومه في النصر أثر عظيم. ويذكر له أنه شهد تحت لواء سعد بن أبي وقاص فتح مدينة (المدائن) عاصمة كسرى، وشهد فتح محور نهر ديالي تحت لواء هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، فكان له في تلك الفتوح شأن كبير.