للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يتمنى كل عربي ومسلم أكثر من أن يحرص الحكام العرب والمسلمون اليوم على اختيار سفراء الدول العربية والإسلامية بالشروط التي كان السلف الصالح يختارون على هديها سفراءهم، لينجح السفراء العرب والمسلمون الجدد نجاح أسلافهم قبل قرون.

وبالإضافة إلى المزايا التي كان يتمتع بها جرير، فإنه كان رئيسا من رؤساء القبائل اليمانية ومن أهل اليمن ومعروفا في أرجائها، وكانت سفارته إلى ملكين أو حاكمين من حكام اليمن ومن رؤساء القبائل اليمانية أيضا، مما سهل على جرير مهمته في سفارته لمعرفته الوثيقة بالرجلين اللذين أوفد إليهما ولمعرفته الوثيقة باليمن وأهلها أيضا.

ولكن سفارة جرير لم تقتصر على اليمن وحدها، فقد كان القائد قديما يعمل قائدا لرجاله، وسياسيا في مفاوضة سكان البلاد المفتوحة وعقد المعاهدات معهم، وإداريا في إدارة البلاد المفتوحة، فكان جرير مفاوضا وشاهدا في معاهدة خالد بن الوليد أهل بانقيا وبسما في سواد العراق، كما كان مفاوضا وشاهدا في معاهدة النعمان بن مقرن المزني مع أهل (ماه) (١) في أرض فارس، كما كان مفاوضا رئيسا في البلاد التي فتحها قائدا مستقلا. لقد كان جرير من ألمع سفراء النبي صلى الله عليه وسلم


(١) ماه: هي مدينة نهاود انظر التفاصيل في معجم البلدان (٧/ ٣٧٥).