قيل: أسلمت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم. وهاجر بها زوجها جعفر الطيار إلى الحبشة، فولدت له هناك: عبد الله، ومحمدا، وعونا.
فلما هاجرت معه إلى المدينة سنة سبع، واستشهد يوم مؤتة، تزوج بها أبو بكر الصديق، فولدت له: محمدا وقت الإحرام، فحجت حجة الوداع، ثم توفي الصديق، فغسلته. وتزوج بها علي بن أبي طالب.
سفيان بن عيينة، عن إسماعيل، عن الشعبي، قال: قدمت أسماء من الحبشة، فقال لها عمر: يا حبشية، سبقناكم بالهجرة.
فقالت: لعمري، لقد صدقت: كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعلم جاهلكم، وكنا البعداء الطرداء، أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله، فأتته، فقال: للناس هجرة واحدة، ولكم هجرتان.
عبد الله بن نمير، عن الأجلح، عن عامر، قال: قالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله، إن هؤلاء يزعمون أنا لسنا من المهاجرين. قال: كذب من يقول ذلك، لكم الهجرة مرتين: هاجرتم إلى النجاشي، وهاجرتم إلي.
قال الشعبي: أول من أشار بنعش المرأة - يعني المكبة - أسماء، رأت النصارى يصنعونه بالحبشة.
الحكم بن عتيبة عن عبد الله بن شداد، عن أسماء بنت عميس، قالت:
لما أصيب جعفر، قال: تسلبي ثلاثا، ثم اصنعي ما شئت.
قال ابن المسيب: نفست أسماء بنت عميس بمحمد بذي الحليفة، وهم يريدون حجة الوداع، فأمرها أبو بكر أن تغتسل، ثم تهل بالحج.
الثوري، عن عبد الكريم، عن سعيد بن المسيب، قال: نفست بذي الحليفة، فهم أبو بكر بردها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: مرها، فلتغتسل، ثم تهل بالحج.