للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفاة ابن الجوزي]

بعد حياة حافلة بالعمل الدائب المستمر لخدمة الإسلام ورفعة شأن السنة المحمدية ومحاربة البدع والمبتدعة، مرض الشيخ مدة لا تزيد على خمسة أيام توفي على أثرها رحمه الله رحمة واسعة.

وكانت وفاته ليلة الجمعة الثاني عشر من رمضان بين العشاءين سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد في باب الحرب، وأجمع من ترجموا له على أن يوم وفاته كان يوما مشهودا في بغداد، فقد ازدحم الناس لتشييعه إلى مثواه الأخير، وغلقت الأسواق، وأفطر بعضهم لشدة الزحام والحر ولم يصل إلى حفرته عند قبر الإمام أحمد بن حنبل إلا وقت صلاة الجمعة، وحزن الناس عليه كثيرا حتى قيل: لم يخلف بعده مثله (١). .

ذلك هو ابن الجوزي الذي أوقف حياته على العلم والدراسة وخدمة الدين ورفع رايته لمحاربة التيارات المعادية للإسلام، حتى ولو كلفته سجنه ونفيه.

ذلك هو ابن الجوزي الإمام المحدث الفقيه العالم الذي فسر القرآن على منبره، المؤلف صاحب التصانيف العديدة الذي التزم في تفسيره بالمأثور لا بطريقة التفسير بالرأي.

جزى الله ابن الجوزي خيرا على ما قدمه للإنسانية من ثروة ضخمة وما قدم للإسلام من خير ولأهله من نفع. . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.


(١) صفة الصفوة جـ ١ ص١٠