العلم باللغة شرط من شروط التفسير؛ لأن القرآن منزل بلسان عربي مبين، فلا يوصل إلى معرفة معانيه ومقاصده وتدبر ما فيه إلا بمعرفة لغة العرب، والمطلع على تفسير العز يدرك من قراءته تمكن العز من اللغة وتعمقه في معرفة معانيها، وإدراكه للفروق الدقيقة بين الألفاظ المتقاربة، وعلمه بأصول الكلمات، فكان لهذا أثر كبير في تفسيره حيث صاغه بأسلوب سهل واضح ولغة فصيحة، وعبارة دقيقة مشرقة متوخيا في ذلك الدقة والاختصار، فعبر عما في تفسير الماوردي بعبارة مختصرة تدل على المقصود بألفاظ قليلة، فجمع بين الاختصار وحسن العرض مع الاستشهاد بالشعر لتوضيح معاني بعض الكلمات لأن الشعر ديوان العرب كما قال ابن عباس رضي الله عنهما (١)، ولم يكثر من ذلك
(١) راجع: الإشارة إلى الإيجاز للعز بن عبد السلام ص٢٧٩