للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحلاج]

هو الحسين بن منصور بن محمي أبو عبد الله، ويقال: أبو مغيث، الفارسي البيضاوي الصوفي.

والبيضاء مدينة ببلاد فارس.

وكان جده محمي مجوسيا.

نشأ الحسين بتستر، فصحب سهل بن عبد الله التستري، وصحب ببغداد الجنيد، وأبا الحسين النوري، وصحب عمرو بن عثمان المكي. وأكثر الترحال والأسفار والمجاهدة.

وكان يصحح حاله أبو العباس بن عطاء، ومحمد بن خفيف، وإبراهيم أبو القاسم النصرآباذي.

وتبرأ منه سائر الصوفية والمشايخ والعلماء لما سترى من سوء سيرته ومروقه، ومنهم من نسبه إلى الحلول، ومنهم من نسبه إلى الزندقة، وإلى الشعبذة والزوكرة، وقد تستر به طائفة من ذوي الضلال والانحلال، وانتحلوه، وروجوا به على الجهال. نسأل الله العصمة في الدين.

أنبأني ابن علان وغيره: أن أبا اليمن الكندي أخبرهم، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، أخبرنا أبو بكر الخطيب، حدثني مسعود بن ناصر السجزي، حدثنا ابن باكويه، أخبرني حمد بن الحلاج قال: مولد أبي بطور البيضاء، ومنشؤه تستر، وتلمذ لسهل سنتين، ثم صعد إلى بغداد.

كان يلبس المسوح، ووقتا يلبس الدراعة، والعمامة والقباء، ووقتا يمشي بخرقتين، فأول ما سافر من تستر إلى البصرة كان له ثماني عشرة سنة، ثم خرج إلى عمرو المكي، فأقام معه ثمانية عشر شهرا، ثم إلى الجنيد، ثم وقع بينه وبين الجنيد لأجل مسألة، ونسبه الجنيد إلى أنه مدع، فاستوحش وأخذ والدتي، ورجع إلى تستر، فأقام سنة، ووقع له القبول التام، ولم يزل عمرو بن عثمان يكتب الكتب فيه بالعظائم حتى حرد أبي ورمى بثياب الصوفية، ولبس قباء، وأخذ في صحبة أبناء الدنيا.