للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تخصيص السفر إلى قبور الأنبياء والصالحين]

قال ابن تيمية: " وأما السفر إلى قبور الأنبياء والصالحين فهذا لم يكن موجودا في الإسلام في زمن الإمام مالك وإنما حدث هذا بعد القرون الثلاثة قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم فأما هذه القرون التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن ظاهرا ولكن بعدها ظهر الإفك والشرك. وقال: " ولهذا لما سئل الإمام مالك عن رجل نذر أن يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن كان أراد المسجد فليأته وليصل فيه، وإن أراد القبر فلا؛ للحديث المتقدم: «لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد» (١).

وقال ابن تيمية: " والإمام مالك يستحب ما يستحبه سائر العلماء من السفر إلى المدينة والصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ وكذلك السلام عليه وعلى صاحبيه - أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما اتباعا لابن عمر. وقال: ومالك من أعلم الناس بهذا؛ لأنه قد رأى التابعين الذين رأوا الصحابة بالمدينة ولهذا كان يحب اتباع السلف في ذلك ويكره أن يبتدع أحد هناك بدعة " (٢).


(١) فتاوى ابن تيمية، ص ٣٨٦، ج ٢٧.
(٢) المصدر السابق، ص ٣٨٤، ج ٢٧.