للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٢ - الإنسان يحيد عن الموت:

مهما تحصن الإنسان من الموت، ومهما هرب منه أو حاد عنه فإنه سيأتيه، أو سيلحقه، أو سيقابله: -

قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (١).

قال القرطبي: أي إن فررتم منه فإنه ملاقيكم، ويكون مبالغة في الدلالة على أنه لا ينفع الفرار منه، قال زهير:

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... ولو رام أسباب السماء بسلم

وقال طرفة:

كفى بالموت فاعلم واعظا ... لمن الموت عليه قد قدر

فاذكر الموت وحاذر ذكره ... إن في الموت لذي اللب عبر

كل شيء سوف يلقى حتفه ... في مقام أو على ظهر سفر

والمنايا حوله ترصده ... ليس ينجيه من الموت حذر (٢)


(١) سورة الجمعة الآية ٨
(٢) تفسير القرطبي، جـ١٨، ص٩٦، ٩٧.