١ - وأول هؤلاء الثلاثة الذي دخل الإيمان قلبه، واستجاب للإسلام دينا خالصا لله: بصدق وإخلاص، فكان في إسلامه ممن تأثر ببعض المواقف، التي انفتحت لها العقول، قبل الأبصار، ووعاها الفؤاد قبل تلقفها بالآذان، إنه عبد الله بن سلام ( ... - ٤٣ هـ) الذي كان من أحبار اليهود، فتحول إلى الخيرية في الإسلام، وكان هو وأمثاله ممن برأه الله من صفة الأنعام، من عدم الإدراك والفهم والغفلة، فسعدوا في دنياهم وأخراهم، بحسن النية والاتجاه إلى الله سبحانه وتعالى، والاستجابة لشرعه جل وعلا محبة وعقيدة، ثم عملا ودفاعا، ونرجو لأولهم وآخرهم الأجر من الله تعالى، حتى تتحقق العاقبة الحسنة في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
وعبد الله بن سلام، في طريقة إسلامه، وثباته على الحق، بعد ما عرفه، نموذج لكثير من الرجال الذين رفعهم الله بهذا الدين، ممن نزلت في قصة إسلامهم آيات كريمات، وهم بحمد الله كثير في تاريخ الإسلام، على مختلف العصور، وما يرصد من تاريخ بعضهم ففيه عبرة وقدوة، بل إن كثيرا من هؤلاء إذا انكشف أمره، خشي على لذة الإيمان أن ينطفئ نورها من قلبه، ولا يجاهر أو يحب الظهور، خوفا من مداخل الرياء، والعجب بالنفس، ولكنه يشكر الله، ويكثر من