للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - بيان الشرك:

الشرك ضد التوحيد، فإذا كان معنى التوحيد: إفراد الله تعالى بالعبادة. فالشرك هو صرف شيء من العبادة لغير الله، والشرك أعظم الذنوب؛ لأن الله سبحانه أخبر أنه لا يغفر لمن لم يتب منه مع أنه كتب على نفسه الرحمة، أما غيره من الذنوب فهو تحت المشيئة، إن شاء الله عذب صاحبه وإن شاء غفر له، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (١).

والشرك يحبط جميع الأعمال، كما قال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٢)، وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٣).

والشرك هبوط وسقوط من أوج العز والكرامة إلى حضيض السفول والقلق وعدم الاستقرار والرذيلة، قال تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} (٤).


(١) سورة النساء الآية ٤٨
(٢) سورة الأنعام الآية ٨٨
(٣) سورة الزمر الآية ٦٥
(٤) سورة الحج الآية ٣١